تعريف السنة و بيان أقسامها:
السنة في اللغة: هي السيرة المتبعة, و الطريقة المسلوكة, و هي الأنموذج الذي يحتذى و المثال الذي يقتدى. و تطلق هذه الكلمة أيضا بمعنى البيان حيث يقال سن الأمر أي بينه, و أيضا بمعنى ابتداء الأمر.
السنة في الاصطلاح: عند المحدثين: "كل ما أثر عن النبي صلى الله عليه و سلم من قول أو فعل أو تقرير أو سيرة أو صفة خلقية أو خلقية, سواء أكان ذلك قبل البعثة أم بعدها".
عند الأصوليين: "ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه و سلم من قول أو فعل أو تقرير".
عند الفقهاء: "ما دل عليه الشرع من غير افتراض و لا و جوب" أو "ما يثاب فاعله و لا يعاقب تاركه".
عند علماء العقيدة: تطلق السنة عند علماء العقيدة على هدي النبي صلى الله عليه و سلم في أصول الدين, و ما كان عليه من العلم و العمل و الهدى, و ما شرعه أو أقره مقابل البدع و المحدثات في الدين. و قد تطلق السنة أيضا بمعنى الدين كله.
أقسام السنة من حيث الوحي بها: تنقسم السنة بهذا الاعتبار إلى قسمين مؤداهما واحد, و هو أن السنة وحي من الله تعالى يجب اتباعها كما يجب اتباع القرآن, و القسم الأول منها هو:
1) ما صدر عن النبي بقصد التبليغ عن الله عز و جل و هو نوعان:
أ – وحي باللفظ و هو القرآن
ب – وحي بالمعنى و هو السنة
2) ما صدر عن النبي بغير قصد التبليغ, و هو نوعان أيضا:
أ – إما أن يوافقه عليه الوحي فيلحق بالقسم الثاني و يأخذ حكمه و يكون بمنزلة الوحي.
ب – و إما أن لا يقره عليه الوحي فنعمل بالبديل الموحى به.
أما بالنسبة للقسم الأول, و هو ما قصد به التبليغ عن الله عز و جل, فهو وحي قطعا معصوم عن الخطأ و السهو فيه, سواء أكان وحي باللفظ و هو القرآن أو وحي بالمعنى و هي السنة المطهرة. و هذا القسم هو معظم السنة, و قد نزل به الوحي على النبي صلى الله عليه و سلم كما نزل القرآن, إلا أن القرآن نزل بلفظ معجز متعبد بتلاوته, و أما السنة فهي وحي بالمعنى دون اللفظ. و نذكر فيما يلي بعضا من الأدلة الكثيرة على أن السنة وحي كالقرآن الكريم:
فمن القرآن الكريم:
- قال تعالى: "و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" (النجم: 3-4), و قد نص أهل العلم على أن ذلك يشمل السنة أيضا.
- و قال: "إن أتبع إلا ما يوحى إلي" (يونس: 15), أي من القرآن و السنة.
- و قوله تعالى: "من يطع الرسول فقد أطاع الله" (النساء: 80), و ذلك لأن السنة وحي من الله عز و جل.
و من السنة:
- قوله صلى الله عليه و سلم: "ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني, و هو متكئ على أريكته فيقول بيننا و بينكم كتاب الله, فما وجدناه من حلال استحللناه و ما وجدنا فيه حراما حرمناه, و إن ما حرم رسول الله كما حرم الله" (سنن الترمذي, كتاب العلم, 5/38). فقد حذر النبي عليه الصلاة و السلام من ذلك, و قال أن ما يحرم رسول الله كما يحرم الله, و هذا يدل على أن السنة وحي من عند الله.
و غيرها الكثير من الأحاديث و أقوال العلماء.
و بالنسبة للقسم الثاني من السنة, و هو ما صدر عنه صلى الله عليه و سلم بغير قصد التبليغ, فيشمل هذا القسم اجتهاده صلى الله عليه و سلم و ما صدر عنه ابتداء من غير سابق وحي. و كما ذكرنا سابقا, ينقسم هذا القسم إلى نوعين. إما أن يوافقه عليه الوحي و يقره عليه فيصبح حينئذ بمنزلة الوحي و في حكمه من حيث الحجية و الاعتبار و وجوب العمل به. و تعرف الموافقة و الإقرار لهذا النوع من السنة بعدم تعقيب الوحي عليه بالمخالفة و عدم الإنكار عليه و عدم نزول حكم يناقضه. و ذلك لأنه إذا كان ما صدر مخالف لمراد الله عز و جل لما تركه الوحي بلا تعقيب. و نعلم ذلك لأن الوحي جاء بالتعقيب على ما كان خلاف الأولى, و نعلمه بيقيننا أنه لا يقر على ما لا يرضاه الله, كما قال تعالى: "و لو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين" (الحاقة: 44-48). و أما النوع الثاني, فهو أن لا يقره الوحي و أن ينبه إلى الأولى و يأمر باتباعه. و في هذه الحالة, وجب العمل بالبديل الموحى به. وبهذا يتبين أن جميع ما صدر عن النبي صلى الله عليه و سلم من السنة بقصد التبليغ فهو وحي من عند الله عز و جل, و أن ما صدر عنه عليه الصلاة و السلام بغير قصد التبليغ و أقره الوحي عليه فإنه بمنزلة الوحي و له حكمه. و بهذا يتبين أن السنة حجة على العباد يلزمهم العمل بمقتضاها.
أقسام السنة من حيث صدورها عن النبي صلى الله عليه و سلم:
1) السنة القولية: و هي كل كلام صدر عن النبي صلى الله عليه و سلم من لفظه. و تتضمن السنة القولية أيضا الأحاديث القدسية, و هي الأحاديث التي أسندها الرسول عليه الصلاة و السلام إلى الله عز و جل.
2) السنة الفعلية: و تشمل كل ما نقل إلينا من أفعال النبي صلى الله عليه و سلم في كل أحواله.
3) السنة التقريرية: و هي أن يحدث أمر أو يقال قول في زمن النبي عليه الصلاة و السلام في حضرته و مشاهدته أو في غيبته ثم ينقل إليه فيقره النبي صلى الله عليه و سلم إما بالسكوت و عدم الإنكار أو بالموافقة و الاستحسان.
4) السنة الوصفية: و هي تشمل نوعان: الصفات الخلقية: و هي ما جبله الله عليه من الأخلاق الحميدة و ما فطره عليه من الشمائل العالية المجيدة و ما حباه به من الشيم النبيلة. و أما النوع الثاني فهو الصفات الخلقية: و تشمل هيأته صلى الله عليه و سلم التي خلقه الله عليها و أوصافه الجسمية.
السنة في العهد النبوي:
1) شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم: إن النبي صلى الله عليه و سلم كان الأنموذج الأعلى في التربية و التعليم, و ذلك بأنه عليه الصلاة و السلام كان يعلم بالرفق و اللين و يبتعد عن الشدة و التعنيف, و كان يعلم بالتيسير و التبشير و يتجنب التنفير و التعسير. و كان أيضا متجاوبا تجاوبا كاملا مع دعوته, فقد كان يعيش لدعوته و معها و لا يشغله شاغل غيرها, و كان يقضي كل وقته في خدمتها. و قد تحمل عليه الصلاة و السلام كل أنواع الأذى و المعاناة بكل صبر و شموخ و عزة. و كان صلى الله عليه و سلم يحض على طلب العلم, و من ذلك قوله "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (أخرجه ابن ماجة 1/80 ح 244).
و قد بين النبي صلى الله عليه و سلم منزلة المعلمين و المتعلمين, ذلك بأن العلم يحيي الله به القلوب و أنه يحرسك و يحميك بإذن الله. و قد أوصى صلى الله عليه و سلم بطالب العلم خيرا, و أمر بمساعدته على ما هو بصدده من الرغبة في التفقه في الدين. و أما منهجه صلى الله عليه و سلم في نشر سنته, فيمكن أن يلخص في الأمور التالية:
أ- اتخاذ مقر للدعوة و التعليم
ب – التدرج في الدعوة و تبليغ الشرع
ج – عدم المداومة على التعليم خشية الملل
د – مخاطبة الناس على قدر عقولهم
هـ - مخاطبة الناس بلهجاتهم
و – تكرار الحديث ليتأكد من بلوغه للسامع و فهمه له
ز – استخدام جواب الحكيم, و ذلك بالإجابة على السائل بأكثر من مرمى سؤاله لزيادة الفائدة
ح – توخي منهج التيسير و الرحمة و البعد عن التعسير و الشدة
ط – الرحمة و التواضع
ي – الحض على سماع حديثه
ك – تخصيص دروس للنساء
2) مادة السنة المطهرة: بعد أن كان الناس في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم يعيشون في ظلمة الجاهلية, جاء الإسلام و السنة المطهرة بما فيهما من العدل و الحق و الإحسان, فأدرك الناس حقيقة هذه النعمة و قدروها و تسابقوا في الالتزام بهذا الدين. و كانت مادة السنة المطهرة شاملة لكل جوانب الحياة, فأصبحت بديلا حقيقيا للصحابة في كل أمور حياتهم.
3) منهج الصحابة في تلقي السنة: نستطيع أن نلخص هذا المنهج في العناوين التالية:
أ – اعتقاد الصحابة أن السنة هي سبيل النجاة.
ب – ملازمة النبي صلى الله عليه و سلم في مجالسه العلمية و سائر أحواله.
ج – التكافل العلمي بين الصحابة.
د – مذاكرة الحديث لتثبيت حفظه.
هـ - الوفود على النبي صلى الله عليه و سلم بغرض التعلم.
و – الموازنة بين العلم و العمل.
ز – حفظ السنة عن طريق كتابتها.
4) عوامل انتشار السنة في العهد النبوي:
أ – التوفيق الإلهي و الإرادة الربانية.
ب – نشاط النبي صلى الله عليه و سلم في تشر سنته.
ج – طبيعة الإسلام من حيث هو نظام جديد, و بديل كامل لما كان عليه الناس في الجاهلية.
د – نشاط الصحابة في تشر السنة.
هـ - دور أمهات المؤمنين في نشر السنة.
و – رسل النبي صلى الله عليه و سلم و بعوثه و ولاته في الآفاق.
ز – فتح مكة.
ح – حجة الوداع.
ط – الوفود آخر حياة النبي صلى الله عليه و سلم.
السنة في عصر الصحابة و التابعين:
لقد كان الصحابة و التابعين متمسكين بالسنة, حيث كانوا المثل الأعلى في حسن الإقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم, و كان هذا الإقتداء في السراء و الضراء و في السلم و الحرب و في جميع أمور حياتهم. و أما بالنسبة للمنهج الذي اتبعه الصحابة و التابعين في رواية السنة و حمايتها, فيلخص في الأمور التالية:
أ – الاحتياط في رواية الحديث حرصا على صيانته.
ب – الإقلال من الرواية حماية للسنة.
ج – الإكثار من الرواية للمتقن المحتاج إلى علمه.
د – التثبت في قبول الحديث.
هـ - نقد المرويات.
و - الاحتياط في أداء الحديث بلفظه.
ز – و أما بالنسبة للتابعين, فقد اتبعوا منهج الصحابة في محبة السنة و طلبها و حمايتها و مذاكرتها, و وضعوا ضوابط لصيانة السنة عندما ظهرت الفتن.
منهج الصحابة و التابعين في التعليم:
1) العناية بالناشئة.
2) مراعاة أحوال المحدثين.
3) تحري أهلية السامع.
4) طلب القرآن أولا ثم السنة.
5) البعد عن الغريب و المنكر من الحديث.
6) التنويع و الاختصار دفعا للملل.
7) توقير الحديث بالاستعداد لمجالسه.
الانضباط في حضور مجالس التحديث.
9) مذاكرة الحديث.
انتشار السنة في هذا العصر:
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم, كان الصحابة هم قادة جيوش الفتح, و كانوا كلما دخلوا بلدا بنوا فيه المساجد, و أقام في ذلك البلد بعضهم لتعليم المسلمين و لنشر الدعوة لمن لم يسلم. و كان الخلفاء يبعثون العلماء إلى جميع البلاد لنشر الإسلام. كل هذه العوامل ساهمت في انتشار السنة في هذا العصر, و حولت مدن الإسلام الرئيسية إلى مراكز للعلم, و منها المدينة المنورة, و مكة المكرمة, و الكوفة, و البصرة, و الشام, و مصر, و الأندلس و غيرها من المدن و البلدان.
الرحلة في طلب الحديث:
كما ذكرنا سابقا, كان الصحابة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم قد انتشروا في مختلف البلاد لفتحها و لنشر الإسلام و للدعوة إلى الله. و لذلك, فكان السبيل الوحيد لتحصيل العلم من هؤلاء الصحابة, و لجمع الأحاديث المنتشرة في مختلف البلاد هو الرحلة في طلب الحديث. و كان الصحابة هم أول من سن الرحلة في طلب الحديث, ثم تبعهم في ذلك جيل التابعين, و أصبحت بعد ذلك أدبا ملازما للمحدثين على مر العصور.
ثمرات الرحلة في طلب الحديث:
1) تحصيل الحديث.
2) نشر الحديث و إشاعة روايته.
3) طلب علو الإسناد.
4) تعدد طرق الحديث.
5) انتشار المصنفات الحديثية في الأمصار.
6) البحث عن أحوال رواة الحديث.
7) معرفة معايير نقد الحديث.
معرفة فقه الحديث.
كتابة السنة:
لما جاء الإسلام, اقتضت طبيعة هذه الرسالة الجديدة أن يكثر عدد المتعلمون من بين العرب, و أصبحت المساجد و الكتاتيب أماكن لتعلم القراءة و الكتابة. و زاد عدد كتاب الرسول صلى الله عليه و سلم على ستين رجلا. و كان هؤلاء يكتبون الوحي و الرسائل و العهود و غيرها من الوثائق. و لذلك, فقد كتب بعض السنة, و هي معاهدات و مراسلات النبي صلى الله عليه و سلم بأمره عليه الصلاة و السلام, و كتب بعض السنة بجهود فردية من الصحابة و هي أحاديث الرسول الأخرى.
أحاديث النهي عن كتابة السنة:
صح في ذلك حديث واحد و هو قوله صلى الله عليه و سلم "لا تكتبوا عني, و من كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه" و زاد في رواية: "و حدثوا عني و لا حرج, و من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار". (صحيح مسلم 8/229, تقييد العلم 29 – 32).
أحاديث الإذن و الأمر بكتابة السنة:
صحت أحاديث كثيرة في الإذن و الأمر بكتابة السنة, و منها:
1) قوله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع: "اكتبوا عني لأبي شاه" (البخاري من الفتح 1/279 ح 113). و كون هذا الأمر بالكتابة في حجة الوداع يؤكد أن آخر الأمرين كان الإذن بالكتابة.
2) قوله صلى الله عليه و سلم لعبد الله بن عمرو مشيرا بإصبعه إلى فمه: "اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا الحق" (أخرجه الإمام أحمد 2/205, و أبو داوود 3/318, و الدرامي 1/125, و هو صحيح الإسناد, و انظر تقييد العلم 82).
الجمع بين أحاديث النهي و أحاديث الأمر و الإذن بكتابة السنة:
للعلماء في الجمع بين أحاديث الأمر بكتابة السنة و أحاديث كراهة ذلك أقوال كثيرة, منها ما يلي:
1) أن أحاديث الأمر بكتابة السنة قد نسخت أحاديث النهي عن كتابتها, و ذلك لأن النهي كان في أول الإسلام خشية اختلاط الحديث بالقرآن.
2) أن النهي عن الكتابة كان لمن لم يخش عليه النسيان و كان حفظه قويا حتى لا يتكل على الكتابة و يترك الحفظ, و أما من كان حفظه ضعيفا و أمن ضبطه للكتابة, فقد أذن له أن يكتب.
3) أن النهي كان خاصا بكتابة القرآن و الحديث في صحيفة واحدة خشية اختلاطهما.
4) أن النهي كان خاصا لوقت نزول القرآن و كتابته, و أما في غير هذا الوقت فقد أذن بالكتابة.
5) أن النهي كان خاصا بمن لا يحسن الكتابة خشية أن يخطأ, و أما الإذن فكان لمن يتقن الكتابة.
6) أن النهي عن كتابة الأحاديث كان خاصا بكتبة القرآن الذين كلفهم بذلك الرسول صلى الله عليه و سلم, و الإذن بالكتابة لغيرهم من الناس.
و قد استقر الأمر في هذا الموضوع على إجماع أهل العلم على كتابة السنة, كما نقل ذلك الخطيب البغدادي و الحافظ ابن صلاح و غيرهما.
و من أهم ما كتب من السنة في العهد النبوي هي كتب النبي إلى الملوك و الحكام في عصره, و إلى القبائل داعيا إياهم إلى الإسلام, و إلى الولاة و القضاة و عمال الزكاة لتوجيههم في عملهم, و جملة من المعاهدات و المواثيق و الاتفاقيات, و العقود و غيرها و كانت كل هذه كتبت بأمر الرسول صلى الله عليه و سلم. و أما ما كتبه الصحابة في عهد النبي بغرض الحفظ أو الإفادة بها, فمها الصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص و قد اشتملت على ألف حديث. و منها أيضا كتب سعد بن عبادة, و كتاب معاذ بن جبل, و كتاب أبي رافع, و صحيفة علي ابن أبي طالب, و صحيفة جابر بن عبد الله الأنصاري. و في كل هذه النماذج من السنة التي كتبت في عهد النبي صلى الله عليه و سلم رد على المستشرقين و أتباعهم في زعمهم أن السنة تأخرت كتابتها, خاصة أن كثيرا من هذه المدونات المبكرة محفوظة في أمهات كتب السنة, و كتب المغازي و السير و التاريخ.
تدوين السنة:
لم تكن السنة في عصر الصحابة و كبار التابعين مدونة في كتب مبوبة. فكان كل ما كتب من السنة قد كتب بجهود فردية من الصحابة و طلابهم, و كان كل ذلك منتشرا بين الصحابة و لم يكن مجموعا أو مرتبا. و من المعلوم أيضا أن الرواية الشفوية و حفظ الصدر كانت هي الطريقة الأكثر اعتمادا في القرن الأول للهجرة. و في تلك الفترة لم تكن هناك حاجة للتدوين العام للسنة, فقد كان الصحابة متوافرون و كان الحديث محفوظ بإتقان. ولما خيف على الحديث أن يندرس و يذهب بذهاب حفاظه, ظهرت الحاجة لتدوينه. و قد مر التدوين الرسمي للسنة بثلاثة مراحل و هي:
المرحلة الأولى:
طرحت فكرة التدوين في عهد عمر رضي الله عنه, و لكنه ترك هذه الفكرة بعد استخارة دامت شهرا. و كان موضوع جمع القرآن قد أخذ الأولوية و شغل الخلفاء الثلاثة حتى تم في عهد عثمان رضي الله عنه.
المرحلة الثانية:
تمثلت المرحلة الثانية من التدوين الرسمي للسنة فيما قام به أمير مصر عبد العزيز بن مروان. فقد كتب إلى كثير بن مرة الحضرمي قائلا له أن يكتب إليه بما سمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحاديثهم, إلا حديث أبي هريرة لأنه كان مكتوبا عنده. و كان كثير بن مرة الحضرمي قد أدرك سبعين بدريا من الصحابة. و حصل هذا التدوين في العقد الثامن بعد الهجرة.
المرحلة الثالثة:
أما ثالث مرحلة للتدوين الرسمي, فقد كانت على يد عمر بن عبد العزيز, الخليفة الراشد الخامس. و قد امتازت هذه المرحلة بالخصائص التالية:
أ – استنفار علماء الأمة لنشر و تدوين السنة. فقد أرسل عمر بن عبد العزيز إلى جميع ولاته و أمرهم بأن يبعثوا إليه بأحاديث رسول الله لجمعها, و أيضا أرسل إلى أهل المدينة و إلى غيرهم بنفس الأمر.
ب – فحص المادة المدونة. فقد كلف عمر بن عبد العزيز كبار حفاظ التابعين لتدوين السنة, و كان يذكرهم بضرورة التمحيص و التحري و التثبت, و كان أيضا يجتمع بهم لمراجعة المادة المدونة و لمناقشتهم فيها للتأكد من سلامتها.
ج – تشر المادة المدونة في آفاق بلاد الإسلام. عندما دونت السنة و فحصت, أمر عمر بن عبد العزيز بنسخها و إرسالها إلى كافة البلاد الإسلامية.
و أما بعد التدوين الرسمي للسنة, فقد تتالت جهود العلماء في التدوين و في تصنيف و ترتيب السنة, فرتبوا الأحاديث على أبواب الفقه و جمعها في كتب و بدأ ظهور المصنفات في هذه الفترة.
و لكن رغم كل هذه الحقائق العلمية التي تثبت أن تدوين السنة جاء مبكرا قبل نهاية القرن الأول من الإسلام, فإن كثيرا من المستشرقين يحاولون التشكيك في هذه الحقائق. و من شبهات هؤلاء المستشرقين:
أ- أن تدوين السنة تأخر إلى القرن الثاني, أو حتى القرن الثالث و يهدفون من هذا القول إلى إضعاف الثقة في السنة. و بطلان هذا القول واضح من الأدلة التي ذكرت سابقا من أن السنة كانت تكتب حتى في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم.
ب – التهوين من شأن الحفظ و الرواية الشفوية. و لكن الصحيح أن الرواية الشفوية المنضبطة أحكم و أدق من الكتابة, فإنه من المعلوم أن الكتابة دون الحفظ من حيث القوة, و أننا نتقن ما نحفظه عن ظهر قلب أكثر مما نكتبه. و قد أجمع المحدثون على أن الرواية المأخوذة عن حفظ أقوى درجة من الرواية المكتوبة. و هذا يتأكد وضوحا بالنسبة للعرب لما اشتهروا به من قوة الحافظة.
أنواع التصنيف في السنة:
1) الكتب المصنفة على الأبواب:
في هذه الكتب تجمع الأحاديث في الموضوع الواحد تحت عنوان واحد يسمى "كتاب". و تحت كل كتاب تقسم الأحاديث إلى أبواب, و لهذه الأبواب عناوين تسمى "تراجم الأبواب". و هذه الطريقة في التصنيف تساعد القارئ على أن يجد الأحاديث المتعلقة بموضوع ما. و للتصنيف على الأبواب طرق متعددة, أهمها:
أ- الجوامع: و هو كتاب الحديث المرتب على أبواب مع شموله جميع موضوعات الدين الأساسية و هي: العقائد, و الأحكام, و السير, و الآداب, والتفسير, و الفتن, و أشراط الساعة, والمناقب. و من أشهر الجوامع: الجامع الصحيح للبخاري, و الجامع الصحيح لمسلم و غيرهما. و فيما يلي تعريف بصحيحي بخاري و مسلم.
صحيح البخاري:
عنوان الكتاب: "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه و سلم و سننه و أيامه".
مؤلفه: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (194 – 256). بدأ حفظ الحديث دون سن العاشرة, و رحل في طلبه و هو ابن ستة عشر عاما, و تلقى الناس عنه و هو دون الثامنة عشر. دخل مكة و المدينة و العراق و الشام و مصر, و سمع من أكثر من ألف شيخ, و جمع نحو ستمائة ألف حديث.
التعريف بالجامع الصحيح: هو أول كتاب ألف في الصحيح المجرد. لبث في تصنيفه ستة عشر عاما. و بعد أن انتهى منه عرضه على علماء عصره فوافقوه على صحة أحاديثه عدا أربعة أحاديث اختلفت وجهات نظرهم فيها. و قال المحققون من أهل العلم أن الصواب في ذلك إلى جانب الإمام البخاري, فكل ما في كتابه صحيح. و كان البخاري يشترط في الصحيح على أن يكون كل راو في سند الحديث قد عاصر شيخه و ثبت أنه لقيه و لو مرة واحدة, بالإضافة إلى العدالة و الضبط و السلامة من الشذوذ و السلامة من العلة القادحة. و لم يستوعب هذا الكتاب كل الحديث الصحيح.
عدد أحاديثه: تعداد محمد فؤاد عبد الباقي كما في الطبعة السلفية: 7563 حديثا مسندا بالمكرر, و بغير المكرر 2607. أما المعلقات فقد بلغت 1341, كثير منها موصول في موضع آخر من الكتاب, و قد أورد البخاري المعلقات لفوائد إضافية, و هي ليست من غرض كتابه.
ترتيبه العام: يحتوى على 97 كتابا, و قد قسم كل كتاب إلى جملة من الأبواب بلغن في مجموعها 3405, و عنون لكل باب بترجمة دقيقة تلائم محتواه.
ما فيه من تكرار: كثيرا ما يكرر البخاري الحديث الواحد في عدة مواضع أو يقطعه إلى أجزاء حسب ما يتضمنه الحديث من أحكام في مواضيع مختلفة.
خدمة الكتاب: أهم شروحه: فتح الباري في شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852).
صحيح مسلم:
عنوان الكتاب: "الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم".
مؤلفه: أبو الحسين مسلم بن الحجاج القرشي النيسابوري (204-261). بدأ سماع الحديث في الثانية عشر من عمره, و رحل في طلبه في الرابعة عشرة. سمع بمكة, و المدينة, و خراسان, و الري, و العراق, و الشام, و مصر و غيرها, و قد زاد عدد شيوخه على المائتين.
التعريف بالجامع الصحيح: هو ثاني كتاب ألف في الصحيح المجرد بعد صحيح البخاري, و بقي في تأليفه خمس عشرة سنة. و بعد أن أكمل تأليفه عرضه على أئمة الحديث في عصره, و لم يترك فيه إلا الأحاديث التي اجتمعت كلمتهم على صحتها. و قد اشترط مسلم في كتابه أن يكون الحديث متصل الإسناد بنقل ثقة عن ثقة من أوله إلى منتهاه, سالما من الشذوذ و العلة. و شرط في العنعنة ثبوت المعاصرة مع ثقة الراوي و عدم تدليسه. و هو مثل البخاري لم يستوعب كل الصحيح في كتابه و لا ادعى ذلك.
عدد أحاديثه: تعداد محمد فؤاد عبد الباقي: 3033 دون المكرر.
ترتيبه العام: يحتوى على 54 كتابا, و لم يضع تراجم للأبواب مع أنه رتب الأحاديث بحسب موضوعاتها, و قد قام بذلك بعض العلماء باجتهادهم.
خدمة الكتاب: أهم شروحه: المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج المعروف بشرح صحيح مسلم للإمام النووي.
ب - السنن: و هي الكتب الحديثية المرتبة على الأبواب الفقهية و لا تشتمل إلا على الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم غالبا. و منها: سنن أبي داوود, و سنن الترمذي, و سنن النسائي, و سنن ابن ماجة و غيرها.
ج – المصنفات: هو الكتاب المرتب على الأبواب الفقهية, مع اشتماله على المرفوع و الموقوف على الصحابة و المقطوع عن التابعين من أقوال و فتاوى, بل قد يتضمن بعض فتاوى أتباع التابعين أحيانا.
د – المستدركات: هو الكتاب الذي جمع فيه مؤلفه الأحاديث التي استدركها على كتاب آخر مما فاته على شرطه, و أشهرها: المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت405).
هـ - المستخرجات: هو أن يأتي المستخرج إلى كتاب من كتب الحديث فيخرج أحاديثه بأسانيد من غير طريق صاحب الكتاب الأصل, فيجتمع معه في شيخه أو من فوقه و لو في الصحابي.
و – الموطآت: هو مثل الصنف و إن اختلفت التسمية, فهو الكتاب المصنف على الأبواب الفقهية مع اشتماله على المرفوع و الموقوف المقطوع. أهما: موطأ الإمام مالك (ت179).
2) الكتب المرتبة على أسماء الصحابة:
و هي الكتب التي تجمع أحاديث كل صحابي في موضع واحد يحمل اسم ذلك الصحابي. و هي نوعان:
أ – المسانيد: وهي الكتب التي تذكر فيها الأحاديث مرتبة تحت أسماء رواتها من الصحابة. و يتم ترتيب أسماء الصحابة إما على حروف المعجم, أو بحسب السبق إلى الإسلام, أو بحسب البلدان و نحو ذلك. و من أشهرها مسند الإمام أحمد بن حنبل (ت241).
ب – كتب الأطراف: تقتصر هذه الكتب على ذكر طرف الحديث الدال عليه, ثم ذكر أسانيده في المصادر التي ترويه بالإسناد, فلا يلتزم في هذه الكتب بذكر كامل متن الحديث.
3) المعاجم:
و هي الكتب التي تذكر فيها الأحاديث على ترتيب الصحابة أو الشيوخ أو البلدان, و يغلب أن ترتب على حروف المعجم.
4) الكتب المرتبة على أوائل الحديث:
رتبت الأحاديث في هذه الكتب على حروف المعجم بحسب أول حرف من متن الحديث, و هي بذلك تيسر على الباحث العثور على الحديث فيها إذا تأكد من أول لفظه.
5) المجامع (المصنفات الجامعة):
هي مصنفات يعنى فيها بجمع أحاديث عدة كتب من مصادر الحديث و هي نوعان:
أ – المجامع المرتبة على الأبواب
ب – المجامع المرتبة على أوائل الحديث وفق حروف المعجم.
6) مصنفات الزوائد:
و هي الكتب التي يجمع فيها مؤلفوها ما زاد في بعض الكتب من الأحاديث عن أحاديث كتب أخرى, دون أيراد الأحاديث المشتركة بين المجموعتين.
7) كتب التخريج:
يعنى في هذه الكتب بعزو أحاديث مصنف معين إلى مصادره الأصلية من كتب السنة مع بيان درجاتها عند الحاجة.
الأجزاء الحديثية:
و هو الكتيب الذي يشتمل على أحد أمرين:
أ – جمع الأحاديث المروية عن واحد من الصحابة أو من بعدهم.
ب – جمع الأحاديث المتعلقة بموضوع واحد على سبيل البسط.
9) المشيخات:
و تسمى أيضا: الأثبات, و البرامج, و الفهارس, و هي كتب يجمع فيها المحدثون أسماء شيوخهم و ما رووه عنهم من الأحاديث أو تلقوه عنهم من الكتب.
10) كتب العلل:
يعنى فيها بجمع الأحاديث التي بها من الآفات ما يقدح في قبولها, مع بيان عللها بالكلام على متعلقاتها سندا و متنا.
جهود العلماء في مقاومة الوضع:
نشأة الوضع:
بعد أن كانت السنة صافية نقية في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و الخلفاء الراشدين, اندس في الأمة أهل المصالح و الأهواء و الزنادقة و الحاقدون على الإسلام. و بعد أن تسببوا في الفتنة الكبرى التي انتهت بمقتل عثمان رضي الله عنه و ما لحق ذلك من حروب فرقت وحدة الأمة, ظهرت الفرق و التحزبات, و سعى أهل كل فرقة لنصرة آراءهم, فوضعوا الأحاديث لتأييد آراءهم. و بهذا نشأ وضع الحديث, فوضعت الأحاديث في فضائل الأشخاص و البلدان و غيرها. و تجب الإشارة هنا إلى براءة الصحابة من جريمة وضع الحديث, و هذا الأمر يؤكد بمعرفة أن عدالة الصحابة نزل بها الوحي.
أسباب الوضع:
1) الخلافات السياسية و نصرة الفرق والأحزاب: و كانت فرقة الشيعة أسبق الفرق إلى الوضع و أكثرها جرأة عليه. و أما الخوارج, فهم أقل الفرق كذبا لاعتقادهم بكفر مرتكب الكبيرة. و من الفرق الأخرى التي وضعت الأحاديث لنصرة أفكارها: القدرية, و المرجئة و غيرهم.
2) الزندقة و معاداة الإسلام و قصد تشويهه: الزنادقة هم الذين يبطنون الكفر و يظهرون الإسلام, و أغلبهم ينتمون إلى أمم انتصر عليها المسلمون, فحقدوا على الإسلام و حاولوا محاربته من الداخل بوضع الحديث.
3) التعصب للجنس أو البلد أو المذهب: فقد حمل التعصب بعض الجهال و العوام إلى أن يضعوا الأحاديث في فضل ما ينتمون إليه (سواء أكان ذلك بلدا أو مذهبا أو غيره).
4) الترغيب في الخير و الترهيب من الشر: حمل الجهل الفادح بعض الناس أن يضعوا الأحاديث لحث الناس على الخير, و زجرهم عن الشر. و هذا أشد الأنواع خطرا, لأن واضعي هذه الأحاديث قد يخدعوا الناس بمظاهرهم فيأنسون لأقوالهم.
5) النفاق للحكام و طلب ودهم و صلاتهم: فقد قام بعض الناس بوضع الأحاديث لإرضاء الحكام.
جهود العلماء في مقاومة الوضع: بذل العلماء جهودا كبيرة في مقاومة وضع الحديث و في كشف الأحاديث الموضوعة, و يمكن تلخيص الأسس التي استعملوها في ذلك فيما يلي:
1) اشتراط الإسناد. كان المحدثون يشترطون ذكر الإسناد عند الرواية, و لا يقبلون أي حديث لم تذكر روايته. و لم يكن الصحابة يسألون عن الإسناد, ولكن عندما وقعت الفتنة أصبحوا يسألون عنه.
2) استخدام التاريخ لفضح الكاذبين: أتقن المحدثون علم تاريخ رواة الحديث, فحددوا بذلك أوقات ولادتهم, و وفاتهم, و البلاد التي دخلوها و غير ذلك, و استخدموا هذه المعلومات في فضح الواضعين و ضبط أكاذيبهم.
3) تتبع الكذابين و التحذير منهم: و ذلك بفضح الكذابين و الإعلان بكذبهم على رؤؤس الناس, و تحذير الناس من مجالستهم.
4) بيان أحوال الرواة: تتبع المحدثون أحوال الرواة لمعرفة الحافظ من سيء الحفظ, و العدل من الكاذب, و دونوا ذلك كله في مصنفات علم الرجال.
5) تقسيم الحديث إلى مراتب: قسم المحدثون الحديث إلى مراتب, فالمتواتر أعلى أنواعه ثم الصحيح ثم الحسن ثم الضعيف ثم الموضوع. و استخدموا في هذا التقسيم شروط القبول الستة و هي: اتصال السند, و عدالة الرواة, و ضبط الرواة, و عدم الشذوذ, و عدم العلة القادحة, و وجود العاضد عند الاحتياج إليه.
6) التصنيف في الحديث الموضوع: خصص المحدثون مؤلفات مستقلة تضم الأحاديث الموضوعة.
7) تحديد علامات الحديث الموضوع: سيأتي الحديث عنها فيما بعد.
علامات الحديث الموضوع:
1) علامات الوضع في السند: يكون الحديث موضوعا إذا كان واحد أو أكثر من واحد من الرواة في سنده كذاب. و يعرف كذب الراوي أما بإقراره بأنه و ضع الحديث, أو بأن يحكم عليه علماء الجرح و التعديل بالكذب, أو بأن يروي الراوي عمن لم يثبت أنه لقيه.
2) علامات الوضع في المتن: من أهمها ما يلي:
أ – ركاكة لفظه و سماجة أسلوبه.
ب – فساد معنى الحديث و مخالفته لبدهيات العقول السليمة.
ج – أن يعرف الحفاظ المستوعبون للسنة أن هذا الحديث ليس من أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم.
د – أن يخالف صريح القرآن.
هـ - أن يخالف صحيح السنة.
و – مخالفته لإجماع الصحابة.
ز – مخالفته للمعلوم من الدين بالضرورة.
ح – أن يخالف حقائق التاريخ المعروفة في عصر النبي صلى الله عليه و سلم.
ط – الإفراط في الوعد و الوعيد لأفعال لا تستوجب ذلك.
ي – اشتمال الحديث على سخافات و سماجات.
المصنفات في الحديث الموضوع:
منها المصنفات التالية:
1) الموضوعات من الأحاديث المرفوعات, للحسين بن ابراهيم الجوزقاني (ت543).
2) الموضوعات, لأبي الفرج عبد الرحمن بي علي ابن الجوزي (ت597).